كان ذلك في زَمَنٍ حكمت فيه روما على العالم، وسلطةٌ الحياه والموت في يديها. كانَتْ فِلَسْطينُ، آنذاك، مثلَ قِدْرٍ يغلي بالتَمَرُّد وَبِقْمع ذلك التمُّرد. وعلى حلبة الصراع هذه يَسْرُد لوقا قصة عَجَب وَدَهْشَةٍ وتأثير بِليغٍ... قِصَّةَ يَسُوعَ كما هي في الأناجيل
يبتدئُ لوقا بالسَّرْد مُؤَكداً أنَّه كان قد تَتَبِّعَ القِصَّةَ بِتَدْقيقٍ مِنَ البداية. ملاك الرب يظهرُ لمريم العذراء في الناصرة، ويخبرها أنّها ستكونُ أمّ يسوع. الروح القدسُ سَوْفَ يُظَلّلها وسوف تَحْبَلُ. مَرْيُم، الغير متزوجه، تنطلق مُسْرِعَةً الى عينَ كارم، حيثُ اليصابات نَسِيبتُها ،وهي حُبلى أيْضاً ،بِتَدْبيرٍ إلهي. إنهما تتحققانِ، وببهجةٍ عظيمةٍ، أنّ الله افتقدهُما.
زكريا ، زوج ُ اليصابات ، غير قادرٍ على الكلام مُنْذُ ان أُعْلِن له عن حبلها.
ولكنه يَسْتَرِدُ قُدْرَتَهُ على الكلام؛ أثناءَ الختانِ ، فيخبرُ الكاهنَ أنّ اسم ابنه هو يوحنا ؛ فلقد تسّمى بهذا الاسم ، من قبل الله وهو في الرّحِم. زكريا يَتَنَبَّأ بأن يوحنا سيكون نَبِيَّ العَلِيِّ. لوقا يخبرُنا أنّهُ على مريم ويوسف أنْ يسافرا الى بيتَ لَحْمَ من أجْلِ الإحصاءِ السُّكاني . هي في مرحلةٍ مُتَقَدِّمَةٍ مِنَ الحَبَل. لقد ولدتْ بَيْنَ الماشيه لعدم تَوَفُّرِ مَنْزلٍ قي المدينة. . وظهر ملاكٌ وأعلم رُعَاةً في البرِّ أنّهُ وُلدِ لهم مُخَلَّصٌ، في مدينة داوُدَ. وذهب الرعاة وكثيرون من المدينة ليعلنوا ولاءهم له وليروا صنيع الله. يتمُّ ختانُ يسوع في اليوم الثامن. العائلة الصغيرة تخرجُ من الهيكل فيلاقيها رجُلٌ مُسِنّ ويشهد عن خلاص الله بيسوع. يكبرُ يسوع ويغدو إنساناً لامعاً جّذَّاباً ، في الثلاثين من عمره، ويبتدئ خدمتهُ. يوحنا، قَريب يسوع والمعروف الآن بالمعمدان، يقفُ في نَهْرِ الأرْدُنِّ ويدعو الناسَ الى التوبة ويعمدهم . إنه يعمدُ يسوع وتنفتح السماءُ ويسمعُ صَوْتٌ يقول ” انت ابني الحبيب بك سُرِرتُ”
وحالاً ، بعد ذلك، يُقْتادُ يسوع بالروح إلى البرية ليجرب من ابليس الذي يفارقُهُ بِخيبة أملٍ.
في كفرناحوم ، قرب بَحْر الجليل، يسوع يدعو بطرس، اندراوس، يعقوب ويوحنا ليتبعوهُ فَيُلَبَّوا الدعوة . ومن ثم وفي مجمع كفرناحوم يلاقي يسوع انساناً مَسْكوناً يَتَعَرَّفُه أنَّهُ قدَّوسُ اللهِ. يسوع يطرد الروح الشرير من الرّجُلِ . هو لا يطيق البقاء لانه عليه أنْ يذهب ويذيع الاخبار السارّة عن ملكوت الله . كاهنان، صادوقُ وحنّان ينتظران وَيَتَنَصَّتانِ لِيَنْتَهزا فرصة لمواجهته. بعض الأصدقاء يُحْضِرونَ صديقهم المفلوج الى حيث يَسُوعُ يُعَلّمُ فلا يمكنهم الدخولُ فيصعدون وينقبونَ السّقْفَ وَيُدَلُّونه الى قُدَّام يسوع. يسوع يغفر خطايا الرُجل فيستشيط الكهنة غضباً. ” أيُّ الأمرين أسْهَلُ: أنْ اقول قد غُفرت لك خطاياك ! أم أنْ أقُول قُمْ وامش؟ ” ويثير يسوعُ غضب الكهنة ، مرةً آخرى، حينما يأمرُ المفلوج أنْ يمشي فيمشي. الآن، يتخذ يسوعُ الموقف المضادّ للمؤسسة الدينيه…
يسوع يختار تلاميذه الاثني عشر وبضمنهم يهوذا الشخص الذي سوف يخونه. هو يسير على الشاطئ وَيَعَلِّم الجماهير ” طوبى لكم أيها المساكين ، فإن لكم ملكوت الله”. ويدخل المدينة الصغيره نايين فيعترضه موكب جنائزِيٌّ. أمٌّ فَتِيّةٌ تَنُوحُ على موتِ ابنها الوحيد . وكما أقام إيليا ابْنَ الأرْملةِ ، هكذا يأمرُ يسوع الغلام أنْ يقوم فينهض لِتَأْخذ المحيطين به دهشة عظيمه.
سمعانُ، الكاهن، يُعِدَّ عشاء ضيافهٍ ليسوع. ضجةٌ عند مدخل الباب وامرأةٌ ذات سُمعةٍ سيئة تَغْسِلُ قدمي يسوع بِدموعها . سمعان يَسْتاءُ من ذلك. يسوع يُوَبَّخُ سمعان ويقولُ إنَّ خطاياها الكثيرة قد غفرتْ ، لهذا أحبَّتْ كثيراً” . الجميع يتعجبون من أنَّ يسوع له السلطان لمغفرة الخطايا. نيقوديموسُ يستوقف يسوع عند خروجه في الطريق ويسأله عن سلطانه؟ يسوع يقول ُ شيئاً غريباً جداً لنيقوديموس ” لا أحد يمكنه أنْ يرى ملكوت الله إلا إذا ولد من جديد فإن الله لم يرسل ابنه الى العالم ليدين العالم، بل ليخلص العالم به” .
ترك يسوع اليهوديه ومضى الى الجليل . وفي طريقه اجتاز بالسامره. مُعَرِّجاً فيها على بئر يعقوب. هناك قابل امرأة وعَرَضَ عليها الماء الحي، ماء الحق حتى يعبد العابدون الحقيقيون الله الآب بالروح والحقّ. المرأة أحْضَرَت معها أهالي المدينة جميعهم ليسمعوا تعاليم يسوع وجميعهم آمنوا وحصلوا على الماء الحيَّ.
يسوع يُعَلِّمُ بأمْثالٍ، وبهذه الطريقة هو يُفْضِي بسرائر ملكوت الله.
يوحنا المعمدانُ مَسْجُونٌ في زنزانةٍ في قصر هيرودس الملك. الملك يُحْيي حفلة وابنة الملكةِ الجميلةُ ترقص أمامه . هو يُؤخَذ برقصها كُلَّ مأخذٍ حتّى إنهُ يَعِدها مُتَعهِّداً أنْ يعطيها أيّ شيء تريده. أمها تقول لها أنْ تطلب رأس المعمدان . هيرودس مُضطربٌ ولكنه عليه أنْ يتخلى عن صرامته ويلين . يوحنا يُطاح برأسه.
أحد معلمي الناموس يسأل يسوع ” ومن هو قريبي؟” يسوع يقصّ عليه قصة السامري الصالح ويطلب منهُ أنْ يَعمل مِثْلَهَ. التلاميذ يلتفون حول يسوع، عند غروب الشمس، ويطلبون منه ان يعلمهم ان يصلوا . يسوع يشير عليهم بأن يدخلوا الى غرفة هادئةٍ بحيث لا يسمعهم احدٌ ويصلوا إلى ابيهم الذي في السماء. ومن ثم يعلمهم الصلاة الربانيّة . يسوع يتنبأ عن آلامه. بطرس يَكْبِتُ الاولاد الذين يزعجون السيد ويسوع يوبخه” من لا يقبل ملكوت الله كأنه ولد صغيرٌ فلن يدخله أبداً”. في هذا الوقت ، رجلٌ غني يواجه يسوع ” ماذا اعمل لكي أخلص؟” يسوع يجيبه” بِعْ كُلَّ ما عندك ، ووزعْ على الفقراء ثمّ تعال آتبعني”. فآكتأب الرجلُ الغنيّ جداً ومضى بعيداً . بعدئذٍ أعلم يسوع تلاميذه أنّ الوقت قد حان للمضيِّ الى اورشليم ؛وأخبرهم عن موته وقيامته.
يسوع يدخلُ اوراشليم على آصوات هتاف ” أوصنا في الأعالي” . صادوق وجانوسُ يجابهانه بخصوص هذا المشهد الغير اعتيادي . يسوع يرد عليهم أنه إنْ صَمَتَتْ الجماهير فالحجارة ستصرخ عاليًا.
وفي الحال، يدخل يسوع الى الهيكل فيغتاظ حينما يرى الباعة يبيعون أغراضهم في المواضع المقدسه . إنهُ يقلبُ موائدهم بغضبٍ عظيمٍ صارخاً ” إنّ بيتي هو بيتٌ للصلاة ، أمّا أنتم فجعلتموه مغارةَ لصوص” الكاهنان يُجابِهانِهِ ، مرة آخرى، ويسوع يُحْرِجُهما بسؤالٍ لا يمكنهما الاجابة عليه ، الأمر الذي يُثيرُ غضبهما.
صادوق وجانوس يدخلان الى المجلس الأعلى لرئيس الكهنة، ويدبران طريقة للقبض على يسوع. إنهم يسألون يسوع إنْ كان يجب على اليهود ان يدفعوا الضرائب لقيصر. “إذاً، اعطوا ما للقيصر للقيصر ، وما لله لله.”
يسوع يدخل الى عمق تقواهم الزائفة وسوء استعمال القوة. ويرى يسوع ارملة فقيرة تعطي كل ما تملكه فيمتدحها مثالاً يُحْتَذَى. هي أعْطتْ من حاجتها وليس من فائضها.
يسوع يُعَلِّم في الهيكل ، وبينما هو كذلك يُفْلحُ صادوق في لَفْت نظر يهوذا اليه. فالمؤامرة فَرخُ حيَّةٍ.
الشيطان يدخل في يهوذا.
يهوذا يقول أمام رئيس الكهنة أنهُ يستطيع أنْ يقودهم الى يسوع وبهذا يستطيعون القبض عليه.
الثمن…ثلاثون قطعة فضية.
يسوع وقت الفصح، يوم الخبز الفطير ، مع تلاميذه. هذا هو عشاؤه الاخيرُ معهم. هو يبارك الخبز رمز جسده يكسره ويُدِيرُه. هو يبارك الكأس ، العهد الجديد بدمه ، وجمعيهم يشربون. بعد ذلك يغسل يسوع، كخادم، أقدام تلاميذه . بُطرس يرفض ولكن يسوع يخبره أنه ان لم يغسل قدميه فليس له نصيب معه . بطرس يطلب من يسوع ان يغسله كلهُ. بعد ذلك، يتجادل التلاميذ في أمر من هو الاعظم بينهم. يسوع يقول لهم” ليكن الاعظم بينكم كالذي يخدم”. ويُعْلِمُهم بعد ذلك، انهم سيتركونه جميعاً في تلك الليلة. بطرس يصرِّحُ بجسارة انه لن يفعل ذلك بتاتاً . يسوع يُعْلِمُه أنهً قبل أنْ يصيح الديك سوف ينكره ثلاث مراتٍ ” ها إن الشيطان قد طلبكم لكي يغربلكم كما يغربل القمح، يا بطرس؛ ولكني تضرعت لأجلك لكي لا يخيب ايمانك . يهوذا، وقد ملأهُ الشيطان، ينسلّ خلسةً من الغرفة ليفعل فعلَهُ القذر.
يسوع يصلي في جثسيماني بأنْ تعبر عنه الكأسُ .صادوق وحراس الهيكل ، بقيادة يهوذا، يجدونه هناك. يهوذا يُقَبِّلُ يسوع . هنالك مصادمة والتلاميذ يدافعون مدافعه ضعيفه وبعد ذلك يهربون جميعاً.
يأخذون يسوع الى قيافا. بطرس يتسلل من خلف ويجلس بين الخدم ،راجياً أنْ يلْقي نظرة على سيده . هم يَتَعَرَّفونه وهو ينكرُ أنّه يعرف يسوع. هو ينكره ثلاث مرات. الديك يصيحُ. الجُبْن يُشْعِر بطرس بالبؤس. يرى يسوع يُضْرَب ويُسْحَقُ فيهربُ خجلاً قَلِقَا.
حرّاس الهيكل يلاعبون يسوع ويضربونه .
يهوذا يرجعُ الى قيافا لإعادة النقود ” لقد أخطأتُ بتسليم دمٍ بريءً” إنهم يضحكون عليه. هو يطرح النقود على المصطبة ويخرج راكضاً .
يسوع يُحْضَر امام رئيس الكهنة الذي يستجوبه. هو يكشفُ لهم أنّهُ ابنُ الله. الآن، لدْيهم البرهان على تجديفه
ولكنهم لا يمكنهم قتله ولهذا يُرْسلوهُ الى بيلاطس الذي يُمكنه ذلك.
صادوق يقدّم دعاواهم. بيلاطس لا يجدُ أيّة عِلةً في ” هذا الرجل”. ولكنّهُ يكتشف إنَّ يسوعَ جليليٌّ مِنْ شأنِ سلطةِ هيرودس القضائية. ” خذوه الى هيرودس”
هيرودسُ مسرور لانه سيجتمع بيسوع . هو يريد أنْ يرى آية ما، مُعجزة ما، تُظهِرُه مؤمناً . يسوع لا يتكلم ولا بكلمةٍ واحدةٍ الى هيرودس الأمرُ الذي يُثيرُ غَضَبَ الملك. هيرودس يطرح رداءً ارجوانيا طويلاً عليه ويردُّه الى بيلاطس .
قيافا والكاهن يتواجدان الآن أمام بيلاطس .لشعوره بالضغط المتزايد يأذِنَ بيلاطس للجمهور أنْ يُقرِّر . هنالك عادةٌ مُتَّبعةٌ في إطلاق سراحِ سجين واحد في الفصح. أيُطْلِقُ بيلاطسُ باراباس القاتل ، أمْ يسوع الذي يدعى المسيح؟ الجمهور يعْفو عن باراباس وبيلاطس يُجْبَرُ على أنْ يُدين يسوع. آجلدوهُ ومن ثم اصلبوه.”
الرومانيون يجلدونه بلا شفقةٍ.
يسوع يَتَعثر وهو سائرٌ بين الجماهير على طريق الآلام . انه ضَعِيفٌ للغاية ، ولا يستطيع الاستمرار. سمعانُ القيرواني يؤمرُ بحملِ الصليب إلى الجلجثه . يسوع يسير على طريق مصيره الى الصليب. يهوذا يرى يسوع يُجْلَدُ ويضرب ذاهباً بخضوع الى الصليب فيغادرُ المكان ويشنق نفسه حتى الموت.
ثلاثة صُلْبان منصوبة عالياً. لِصانِ على جانبيه ويسوع في الوسط . الكهنة لُقساةٌ على نحو استثنائيّ ويعيرونه ساخرين في أنْ يخلص نفسهُ.
اللص الذي على يسار يسوع يطلب منه أنْ يذكره حينما يجيءُ في ملكوته . يسوع يجيب ” اليوم ستكون معي في الفردوس “. بعد ذلك وفي الساعة الثالثة من بعد الظهر يصرخ يسوع بصوت عظيم” قد اكمل” الارض تتزلزل بشدة ؛ حجابُ الهيكل، الذي يحجب قدس الأقداس ينشقُّ الى شطرين؛ والناس ترتعبُ.
يوسف الراماتي ، وهو كاهنٌ ومن أتباع يسوع، يطلب من بيلاطس الجسد لكي يدفنه. بيلاطس يوافق.
يسوع يُنْزَل من على الصليب ويوضعُ في حضن مريم هي تنزع تاج الشوك عن رأسه وتبكي.
يوسف ونيقوديموس يدفنان يسوع في قبر يوسف.
بعد ثلاثة أيام، وفي اليوم الاول من الاسبوع ، مريمُ المجدلية ، يونا ومريم أم يعقوب جئن الى القبر فوجدنهُ فارغاً . ملاكٌ يواجههنَّ ” لماذا تبْحثن عن الحي بين الاموات ؟ لقد قام” النساء يركضن بعيداً . في دهشة عظيمة وفرحِ ليخبرْنَ الآخرين.
هُنَّ وَجَدْنَ التلاميذ في غرفة الفصح وقلن لهم ” لقد قام” . بطرس ويوحنا يندفعان الى الخارج الغرفة ويتسابقان الى القبر. يجدانِ القبر فارغاً، والكتان مطويا بعناية . هما يتهللان . لقد قام . حقاً قام.
يسوع يظهر ويرى التلاميذ آثار المسامير في يديه
انه يتكلم معهم ، مُدة اربعين يوماً، فيما يختص بملكوت الله.” دفع الى كل سلطان في السماء وعلى الارض فاذهبوا إذن ، وتلمذوا جميع الأمم ، وها انا معكم كل الايام ، والى انتهاء الزمان”
على جيل الزيتون يرتفع الى السماء وتلاميذه يراقبونه صاعداً .
ملاكٌ يظهر لهم” ايها الرجالُ الجليليون مما بالكم واقفين تنظرون الى السماء. ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سيأتي مثلما رأيتموه منطلقاً الى السماء”